الميثاق الأخلاقي للطالب

الميثاق الأخلاقي

     إن الهدف الأسمى لدى الحوزة من التصدي لتعليم ما هو مناسب من العلوم الدينية؛ هو المساهمة في تأهيل المنتسبين إليها وتمكينهم فكريًا وعمليًا من التصدي لإشاعة قيم الدين ومفاهيمه في الوسط الاجتماعي، لذلك فالحرص يتركز أولا على أن يتمثَّل المنتسبون إلى الحوزة بشرائع الدين وأحكامه وقيمه، لأن ذلك هو الطريق الأكثر فاعليّة للوصول إلى ما نستهدفه من شيوع هدي الإسلام وقِيَمه وأحكامه وأن تسُود الأجواء الإيمانية في الوسط الاجتماعي، إذ إنَّ الدعوة إلى الدين بالسلوك أجدى من الدعوة لها باللسان والقلم.

     لذلك نلفت عناية الأخوة الطلاب إلى أهمية ما يلي:

• الاجتهاد في الالتزام بضوابط الدين وحدوده في مختلف الشؤون الحياتية، والسعي الجاد في أن يكون سمت الطالب وهديِه هو سمت الإسلام وهديه، تجسيدًا لقوله تعالى: ﴿فَبَشِّـرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾(الزمر 17-18). 
• الاجتهاد في التحصيل العلمي، والسعي لتبليغه ونشره بشتى الوسائل المتاحة لديه، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه. وقد ورد عن الصادق عليه السلام: لكل شيء زكاة وزكاة العلم أن يعلمه أهله. 
• احترام القوانين المعتمدة في الحوزة والالتزام بها، لأنها وضعت من أجل الارتقاء بالطلاب الكرام. 
• احترام المعلّمين، والقائمين على العملية التعليمية، فقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: “تواضعوا لِمَن تتعلّمونَ منه العِلم، ولمن تُعلّمون، ولا تكونوا من جبابرة العلماء، فلا يقوم جهلكم بعلمكم”. 
• التعامل مع الزملاء من الطلاب بروح التسامح والاحترام المتبادل، والسعي لتقديم المساعدة لهم عند الحاجة، حيث ورد أنه سُئل الإمام الصادق عليه السلام: “ما حد حُسن الخلق؟ فقال عليه السلام: تُليّن جناحك، وتُطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشْرٍ حَسَن”.

أن يتجمَّل الطالبُ في مظهره الشخصي بما يتناسب مع شأنه والمحيط الدراسي، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “خير شبابكم من تشبّه بكهولكم وشرُّ كهولكم من تشبه بشبابكم”.