Search
Close this search box.
logo_black

موضع الرسالة

الشيخ محمد جعفر السعيد (حفظه الله)

“موضع الرسالة”
الرسالة تعني ذلك التشريع الإلهي من الأحكام والعقائد والفقه، وحفظ النظام، بالدستور المنزل من الله سبحانه وتعالى، وهو القرآن الكريم، والرسالة الخالدة لنبينا صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين، وهم الأعلم بها في حملها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. فهم أهل الذكر في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، فهم مستودع العلم، وهم حفاظ السر، وهم الذين لا يجاريهم أحد في علم، ومكانة وشجاعة وأخلاق وزهد، ولا يقاس بهم أحد من البشر على الإطلاق، فهم أفضل خلق الله ممن سبق النبي من الأنبياء والمرسلين.

“مختلف الملائكة ومعدن العلم”
لا يمكن أن تجعل الرسالة في أي موضع من المواضع، وقد جعل الله سبحانه وتعالى بيتهم مختلف الملائكة، أي أن الملائكة ينزلون ويصعدون تبركا بهم، بل إن جبرائيل ربما وافى النبي صلى الله عليه وآله في بيت أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وقد حدثت بعض المرويات بأن زغب جناح جبرائيل شوهد في بيت علي (عليه السلام)، فهم ينزلون ويصعدون.
روي عن عن الحكم بن عتيبة قال: «لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلام بالثعلبية وهو يريد كربلا، فدخل عليه فسلم عليه، فقال له الحسين عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أما والله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل عليه السلام من دارنا ونزوله بالوحي على جدي، يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا؟! هذا ما لا يكون».