Search
Close this search box.
logo_black

أوصاف الله التی ذکرت فی الآیات الأخیرة من سورة “الحشر”

الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

ما هی أوصاف الله التی ذکرت فی الآیات الأخیرة من سورة “الحشر”؟

الجواب الاجمالي

هذه الصورة فإنّ هذه الآیات تأخذ بید السائرین فی طریق معرفة الله، وتقودهم من درجة إلى درجة ومن منزل إلى منزل، حیث تبدأ الآیات أوّلا بالحدیث عن ذاته المقدّسة، ومن ثمّ إلى عالم الخلقة، وتارةً اُخرى بالسیر نحو الله تعالى، حیث ترتفع روحیته إلى سمو الواحد الأحد، فیتطهّر القلب بالأسماء والصفات الإلهیّة المقدّسة، ویربى فی أجواء هذه الأنوار والمعارف.

الجواب التفصيلي

إنّ مجموع ما ورد فی الآیات الثلاث بالإضافة إلى مسألة التوحید التی تکرّرت مرّتین، فإنّ مجموع الصفات المقدّسة لله سبحانه تکون سبع عشرة صفة مرتبة بهذا الشکل:
1ـ عالم الغیب والشهادة.
2ـ الرحمن.
3ـ الرحیم.
4ـ الملک.
5ـ القدّوس.
6ـ السلام.
7ـ المؤمن.
8ـ المهیمن.
9ـ العزیز.
10ـ الجبّار.
11ـ المتکبّر.
12ـ الخالق.
13ـ الباریء.
14ـ المصوّر.
15ـ الحکیم.
16ـ له الأسماء الحسنى.
17ـ الموجود الذی تسبّح له کلّ موجودات العالم.
ومع صفة التوحید یصبح عدد الصفات ثمانی عشرة صفة، ویرجى الإنتباه إلى أنّ «التوحید» و«العزیز» جاء کلّ منها مرّتین.
ومن بین مجموع هذه الصفات فإنّنا نلاحظ تنظیماً خاصّاً فی الآیات الثلاث وهو: فی الآیة الاُولى یبحث عن أعمّ صفات الذات وهی (العلم) وأعمّ صفات الفعل وهی (الرحمة) التی هی أساس کلّ أعماله تعالى.
وفی الآیة الثانیة یتحدّث عن حاکمیته وشؤون هذه الحاکمیة وصفاته کـ (القدّوس والسلام والمؤمن والجبّار والمتکبّر) وبملاحظة معانی هذه الصفات ـ المذکورة أعلاه ـ فإنّ جمیعها من خصوصیات هذه الحاکمیة الإلهیّة المطلقة.
وفی الآیة الأخیرة یبحث مسألة الخلق وما یرتبط بها من إنتظام فی مقام تسلسل الخلقة والتصویر، وکذلک البحث فی موضوع القدرة والحکمة الإلهیّة.
وبهذه الصورة فإنّ هذه الآیات تأخذ بید السائرین فی طریق معرفة الله، وتقودهم من درجة إلى درجة ومن منزل إلى منزل، حیث تبدأ الآیات أوّلا بالحدیث عن ذاته المقدّسة، ومن ثمّ إلى عالم الخلقة، وتارةً اُخرى بالسیر نحو الله تعالى، حیث ترتفع روحیته إلى سمو الواحد الأحد، فیتطهّر القلب بالأسماء والصفات الإلهیّة المقدّسة، ویربى فی أجواء هذه الأنوار والمعارف، حیث تنمو براعم التقوى على ظاهر أغصان وجوده، وتجعله لائقاً لقرب جواره لکی یکون وجوداً منسجماً مع کلّ ذرّات الوجود، مردّدین معاً ترانیم التسبیح والتقدیس.